لفتت وزيرة الداخلية السابقة ريا الحسن الى أنها تعرضت "لتدمير معنوي غير مسبوق في الاشهر الثلاثة الاخيرة لكنّي أترك الوزارة وضميري مرتاح"، مشيرة الى "أنني أعمل في القطاع العام منذ أكثر من 25 عاما، وتوليت عدة مراكز ومواقع ولا يمكن لأحد أن يقول عني أي كلمة سلبية، وأتحدى أحد أن يقول أنني قمت بأي عملية سرقة".
ورأت الحسن في حديث تلفزيوني أنها لم تخذل رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، "وإستطعت بكل ما لي من ضمير وجهد وتعب أن أقارب هذه المرحلة الصعبة والدقيقة بالمقاربة التي اعتمدتها، وقد حصلت أخطاء ولا أبرر أو اعتذر بل أقول الحقيقة"، مشددة على "أنني كوزيرة داخلية يجب أن أقف مع عناصر القوى الامنية وكل الموظفين التابعين للوزراة وأن أطبق القانون، وتطبيق القانون هو حماية المتظاهرين والشعب وحماية الاملاك العامة والخاصة كما أن تعليماتنا كانت واضحة لكل العناصر بعدم استخدام العنف مع المتظاهريين السلميين".
وأكدت أن "التظاهرات اول شهرين كانت سلمية ولم يحصل اي خطأ من قبل القوى الامنية، لكن عندما تغيّر الواقع على الارض من قبل المتظاهرين، تغيّر تعاطي القوى الامنية مع العنف وعدم سلمية البعض"، جازمة أن "القوى الامنية وقفت سدّاً منيعاً بوجه الفتنة بين السنة والشيعة والتي حاول البعض للاسف اثارتها على الارض".
وكشفت الحسن أنه "تبيّن من خلال التحقيقات ان هناك مناصرين ينتمون لحزب سبعة ينظّمون تنقّل المتظاهرين من البقاع وطرابلس وغيرها من المناطق، وهذا الحزب ضالع في نقل العديد من المتظاهرين الذين شاركوا في التظاهرات الاخيرة في بيروت"، معلنة أنه "لم يتبيّن لدينا ضلوع جهات خارجية بما حصل في الشارع في بيروت".
وأضافت: "هناك اجهزة ربما لبنانية ومخابراتية ضالعة بتأجيج الوضع في بيروت، ولا يعقل ان يخرّب احد من "تيار المستقبل" بيروت التي هي حلم الشهيد رفيق الحريري"، لافتة الى أن "أفضل طريقة للقضاء على الثورة هي تفخيخها من الداخل واخذها رهينة وللاسف هذا ما يحصل هناك من يخطف الثورة اليوم ويحوّلها الى شيء آخر".
وأعلنت الحسن أنها لا تندم لـ"إعطاء علم وخبر لحزب سبعة، لانني اقتنعت وقتها بأنني قمت بشيء جيّد ولكن تحرّك هذا الحزب اليوم يرسم علامات استفهام"، مشددة على أن "المشاغبين الذين يقومون باعمال تخريبية يجب ان يحتجزوا".
وكشفت أنها اتصلت بقائد الجيش العماد جوزيف عون "للمؤازرة الامنية امام مصرف لبنان فكان الجواب "مش قادر" وأنا لم اقتنع بهذا الجواب، ولكن في اماكن اخرى الجيش دعمنا"، مؤكدة "اننا نعمل تدريجياً في التعاطي مع القوى الامنية ولا نعمد الى العنف بشكل مباشر، وخلال التظاهرات وعند وقوع أعمال شغب كنا نبدأ بتحذير الناس للانسحاب ومن ثم قنابل مسيّلة للدموع وصولاً الى الرصاص المطاطي وكل الاوامر كانت تعطى للعناصر لعدم التصويب على المتظاهرين بل التصويب فقط على الجزء السفلي من الجسم ".
وشددت الحسن على أن "العناصر التي رمت المتظاهرين بالحجارة ليست تابعة للقوى الامنية بل لشرطة مجلس النواب"، مبينة أن "العناصر الامنية تدرّبت على الاسس القديمة في قمع التظاهرات وكان يجب ان تتدرّب على طرق حديثة ايضاً ولكن احتمال الاخطاء موجود والخطأ انساني".
ولفتت الى أن "عدد الجرحى لدى قوى امن الداخلي 650 وهو اكبر من عدد الجرحى في صفوف المتظاهرين. العنصر الامني تحت الخطر ايضاً وهو يردّ على المتظاهرين العنفيين"، معلنة "أننا سنطلق التحقيقات من اجل معرفة ما حصل على الارض بين القوى الامنية والمتظاهرين".
واعتبرت الحسن أن " حزب الله والتيار الوطني الحر وحلفائهم شكلوا هذه الحكومة، وسنكون امام تداعيات سلبية في الايام المقبلة"، معلنة " الحريري لديه ملاحظات على الحكومة لكنه يريد ان يمنحها الفرصة وليس لدينا ترف الان استهدافها منذ البداية، لكننا لن نعطي الثقة للحكومة، وهي حكومة من لون واحد ولديها صبغة سياسية وبالتالي صعب ان تحظى بتأييد المجتمع الدولي".
وأضافت: "لا اعتقد ان اموالاً عربية ستأتينا في المرحلة المقبلة"، مشددة على أن "مهمّة الحكومة الجديدة صعبة جداً، ولو كنت وزيرة مالية اليوم لكنت ذهبت نحو اعادة جدولة للديون"، مؤكدة أن "القطاع المصرفي يرزح تحت ضغوط كبيرة. ويجب القيام بإعادة رسملة لهذا القطاع"، معتبرة أنه "آن الوقت للقيام بعمليات دمج للمصارف لان عددها كبير جدا مقارنة مع الناتج المحلي".
ورأت أن "أكثر ناس خرّبوا على الحريري، هم تباعا، وزير الخارجية السابق جبران باسيل، "القوات اللبنانية"، "الحزب التقدمي الإشتراكي" وأخيرا "حزب الله"، وتابعت: "وزير الإقتصاد راوول نعمة شخص تنفيذي وقام بعمل جيد جدا في "بنك ميد"، وأنا حزنت لأنه أخذ منصبا وزاريا لأنه شخص لديه حنكة ومهارة وذكاء وفقدانه خسارة للبنك".